إنها قصة شاب في الثلاثين من عمره متزوج ولديه أولاد
كان للاسف الشديد ممن يكثرون السهر ويقترفون المعاصي والمنكرات
لم يأخذ من الاسلام الا الاسم
لايصلي ولايذكرالله
ولاحول ولاقوة الابالله
في يوم من الايام كان على موعد مع أحد اصدقائه كي يذهبا إلى السينما
لمشاهدة أحدث الافلام
وبينما هو ينتظر صديقه في أحد الاماكن العامة
واذا بشاب أخر في الشارع المقابل يشد انتباهه
وعندما اقترب من ذلك الشاب ليتأكد منه
إذا به يتعرف على أحد اصدقائه المقربين خلال فترة دراسته الابتدائية
أقترب من ذلك الشاب أكثر
وبادره بالتحية
فرد عليه الشاب وكانت تبدو على هيئته الاستقامه
ثم سأله:
أأنت خالد ؟
قال : نعم
ألم تعرفني؟
قال خالد : لا
أنا طلال
قال خالد : تشرفنا ولكني للاسف لاأذكرك
قال طلال :
اتذكر عندما كنا ندرس سويا في المدرسة الابتدائية ..... وكنا في الفصل ......
الا تذكر المدرس ...... عندما كان يدرسنا وحصل الموقف ...... و
آآآآآآآآه
أهلا ياطلال
اهلا بصديق الطفولة
وتعانق خالد وطلال
واخذا يتبادلان الترحيب والسؤال عن أحوال بعضهما البعض
وتذكر أيام الصبا والشقاوة
حتى بادر خالد طلال بالسؤال قائلا :
هل أنت مشغول ؟
أجاب طلال :
في الحقيقة أني على موعد مع أحد أصدقائي للذهاب الى السينما وكنت بانتظاره
حتى رايتك
قال خالد :
يوجد لدينا استراحة وانا ومجموعة من الشباب نجتمع فيها كل يوم اثنين من كل اسبوع ونكون صائمين ونفطر و يكون لدينا بعض البرامج نؤديها
فإن لم يكن لديك مانع في أن تصحبني وسيكون ذلك من دواعي سروري
وأما بالنسبة لموعدك مع صديقك
ما رأيك في انتظاره فإن لم يأت تذهب معي
وإن جاء فلك الخيار أنت وهو إما مصاحبتي وإما الذهاب الى مبتغاكما
مارأيك ؟
أجاب طلال:
موافق
واستمر الاثنان في اللانتظار والتحدث قرابة الساعة ولم يحضر صديق طلال
وعندئذٍ قررا الذهاب سويا
وما أن وصل طلال مع صديقه خالد إلى الاستراحة
حتى قام أصدقاء خالد يرحبون بهذا الضيف الجديد طلال
وكل واحد منهم تعلو محياه ابتسامة ترحيب وبشاشة منظر
ثم جلسوا على مائدة الافطار
وكان موعد أذان المغرب قد آن
وما أن ارتفع صوت الحق
حتى بادره الاول بكوب الماء والثاني بحبة تمر
وطلال يقول لهم وهو في خجل
لست صائما
فيجيبه أحدهم :
دعنا نكسب أجرك
ويستمر الجو الروحاني
والتعامل الطيب يزينه
وذاكرة طلال تسترجع ذكرياته مع أصدقائه أصدقاء السوء وكيف هي جلساتهم
غيبة
نميمة
كلام بذئ
افلام خلاعية
موسيقى صاخبة
سهرات ماجنة
وهو يحاول المقارنة بين تلك الاجواء وبين ماهو عليه الان
بالطبع
لايوجد مقارنة
وفجاة
يرفع أحدهم الاقامة
ويكبر الامام للصلاة
ويصلي طلال
لم يكن على وضوء
لانه لم يتعود أن يصلي
وينتهي الامام من الصلاة
فيقوم أحدهم واعظا
يذكر أخوانه بيوم الحساب
والثواب والعقاب
والجنة والنار
والموت وما أعددنا له؟
نعم
الموت
ذلك الواعظ الصامت
الذي كل يوم ياخذ منا واحدا
أحس طلال بأنه هو المقصود من هذه الخطبه
وأن السؤال
الموجه له
متى تتوب ؟؟
( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ) الاية
وينتهي ذلك الوعظ من خطبته
ولكن تفكير طلال لم ينتهي
وهو يفكر في نفسه وما اقترفته طوال تلك السنين الماضية
وماضيعته
وشريط حياته يعرض أمامه
لم يكن هناك مايرضي الله
فعلا انها حياة تعيسة
ويستمر طلال في الجلوس مع اولئك الشباب الصالح
حتى بعد صلاة العشاء
ثم أستئذنهم بالانصراف
وهم يلحون عليه بالبقاء وهو يعدهم بتكرار الزيارة لهم في وقت اخر
ثم غادرهم
لم يذهب الى اصدقاء السوء وسهراتهم العابثة
وإنما
عاد إلى بيته
حتى زوجته استغربت عودته في هذا الوقت المبكر
نظرا لانها لم تعهد عودته الى البيت الا في اوقات متأخرة من الليل
حتى هو لاحظ ذلك
فقال لها بأنه يريد النوم
فاستلمت لذلك ولم ترد عليه
وذهب طلال إلى غرفته
ونام
وفجأة أستيقظ من النوم
ونظر إلى ساعته فإذا هي تشير إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل
ويقوم طلال
ويتوضأ
ويشرع بالصلاة
وطوال حياته لم يشعر بما شعر به وقتئذٍ
أخذ طلال يبكي وهو ساجد
ويستغفر الله
ويلوم نفسه على مافرطت في جنب الله
ويعزم على عدم العودة
كل ذلك وزوجته
تراقبه وهو لايدري
وهي تتسائل عن سر ذلك التحول المفاجئ في زوجها
وطوال الليل وهو يصلي
حتى أذن الفجر وهو لازال ساجدا
اقتربت زوجته
وهي تقول :
طلال لقد أذن الفجر
وهو لايجيب
طلال لقد أذن الفجر
قالتها وهي تضع يدها على ظهره
فإذا به يميل على جنبه ويتمدد بلا حراك
لقد مات طلال
سبحان الله
يالها من نهايه
ويا حسنها من خاتمة
يتمناها كل مؤمن
مات طلال وهو ساجد
سبحان الله
ما ألطفك
وما أرحمك يارب
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
آآآآآآآآآميــــــــــن
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم