من أحكام المساجد
د.عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (صلوا كما رأيتموني أصلي) وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد:
فللمساجد آداب و أحكام نستشفها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به أو قاله أو أمر به. وقد جمعت في هذه الرسالة بعضاً من هديه لتكون آداباً نعمل بها حتى تقبل صلاتنا ، وقد أسميتها (من أحكام المساجد) أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وجامعها وناشرها ومن دل عليها، وجميع إخواننا من المسلمين والمسلمات. وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وعند الممات .
قال تعالى : {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} .
وقال تعالى : {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحُط عنه بها خطيئة. فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه! ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة" أخرجه البخاري ومسلم .
قال تعالى : {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق وغمطُ الناس) أخرجه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله أحق من يُتزينُ له) أخرجه الطبراني في الأوسط . انظر السلسلة الصحيحة .
قال صلى الله عليه وسلم : (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل) أخرجه مسلم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أكل من هذه الشجرة ـ يريد الثوم ـ فلا يغشانا في مساجدنا) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) أخرجه البخاري ومسلم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) وفي رواية (عند كل وضوء) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وأخرجه البخاري .
وعنه صلى الله عليه وسلم قال : (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) أخرجه النسائي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يُرد الدعاء بين الأذان والإقامة) .
وقال : (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ن فادعوا) .
وقال: (بين كل آذانين صلاة، بين كل آذانين صلاة) ثم قال في الثالثة : (لمن شاء) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قال الإمام : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا : آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات) ؟ قالوا: بلى يا رسول الله . قال : (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) أخرجه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام) أخرجه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع حسنة) أخرجه مسلم .
وعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بشر المشائين في الظلم إلى المسجد بالنور التام يوم القيامة) أخرجه مسلم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة، وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام : (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن يديه فإنه في صلاة....) أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
قال صلى الله عليه وسلم : (ليلني منكم أولو الأحلام والنُهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) أخرجه مسلم.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك) أخرجه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلاّ أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً) .
قال صلى الله عليه وسلم : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة أو كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) وفي رواية (فليركع ركعتين قبل أن يجلس) أخرجه البخاري ومسلم .
وقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجلس فقد آذيت) وفي رواية : (وآنيت) أخرجه أبو داود (أي : أبطأت وتأخرت) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار) أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
قال صلى الله عليه وسلم : (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة) أخرجه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن منها. ولا يدع أحداً يمر بينه وبينها، فإذا جاء أحد يمر بينه وبينها، فليقاتله، فإنه شيطان) أخرجه أبو داود وابن ماجه والألباني في صحيح الجامع .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود) أخرجه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحداً يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله، فإن معه القرين) أخرجه مسلم .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)أخرجه مسلم.
قال صلى الله عليه وسلم : (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا: لا رد الله عليك) قال النبي صلى الله عليه وسلم : (سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة) ، وفي رواية : (من إقامة الصلاة) أخرجه البخاري ومسلم.
وعن أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول : (استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لتسوَّنّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم) أخرجه البخاري ومسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله) أخرجه أبو داود وأخرج آخره من قوله : (ومن وصل صفاً...) ابن خزيمة والنسائي وصححه الألباني .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سد فرجة رفعه الله بها درجة، وبني له بيتاً في الجنة) . رواه الطبراني في الأوسط وانظر صحيح الترغيب .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبّر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا) أخرجه مسلم.
قال صلى الله عليه وسلم : (لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب) أخرجه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) أخرجه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ـ قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، وهو في قبة له، فكشف الستر، وقال : (ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة) أو قال : (في الصلاة) أخرجه أحمد انظر الصحيحة .
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: (إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن) رواه مالك في الموطأ .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه) ، فقال أبو النضر: لا أدري أقال: أربعين يوماً أو شهراً أو سنة؟) أخرجه البخاري ومسلم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً، يغسل فيه رأسه وجسده) رواه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من جاء منكم الجمعة فليغتسل) رواه البخاري ومسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع، وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا) رواه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من اغتسل يوم الجمعة ومسّ من طيب إن كان له، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد، ثم يركع ما بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت له كفارة لما بينهما) أخرجه أحمد وصححه الألباني صحيح الترغيب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وسواك، ويمسُ من الطيب ما قدر عليه) رواه مسلم وانظر فتح الباري .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)، وفي رواية لمسلم : (فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر) أخرجه البخاري ومسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) أخرجه البيهقي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ) قالوا : يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ يقولون: قد بليت ـ قال (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) رواه أبو داود .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصلِّ ركعتين) وفي رواية: (فليركع ركعتين وليتجوّز فيهما) أخرجه البخاري ومسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن) أخرجه البخاري .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن) أخرجه أحمد وأبو داود وهو حديث صحيح بشواهده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) أخرجه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا شهدت إحداكم المسجد فلا تمس طيباً) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) أخرجه مسلم .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت: يا أبا ذر، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني ، فقال: (الكلب الأسود شيطان) أخرجه مسلم.
منقوول