بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خير المستغفرين .. نبينا وقدوتنا محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين إلى يوم الحشر والدين :
أخواني في الله :
نظرت لنفسي ولمن حولي .. فوجدت أمالاً ورغبات تمنيت أن تتحقق ولم أفرح بتحقيقها إلى هذه الساعة ..
و من حولي من أصدقاء وجيران وأقرباء تمنوا وتمنوا ودعوا الله أن يحقق لهم أمور من الدنيا كما تمنيت ولم تتحقق لهم ..
فتسألت لماذا ..؟؟ وأين العلاج ؟؟ فوجدت الاجابة والعلاج في قوله تعالى في سورة نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )
نعم ففي الذنوب البلاء والداء .. وفي الاستغفار العلاج والدواء ..
هذا وعد من الكريم المنان بالرزق والخير والامطار حين الاستغفار..
فقد تحقق للبعض ممن اعرف ما تمنوا برحمة الله وكرمه ثم بالدعاء وكثرة الاستغفار ..
احدى قريباتي تُحرم من الذرية سنوات وبعد هذه الفترة تكفل يتيماً وتكثر من الاستغفار وبعدها تفرح بتحقيق ماحلمت به وقد رزقها الله بالبنين والبنات ..
ومن النساء من تأخرت في الزواج والاستقرار فلجأت لله ودعته وصارت تستغفر ليل نهار لتفرح بعدها بتحقيق الرحمن لها ماتمنت ..كيف لا .. وهو القائل في كتابه العزيز ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )
ألا نفكر فيما نحن فيه الآن من قلة الأمطار .. وقلة الذرية .. فنجد الكثير يشتكي من تأخر الحمل سنوات ومن هو عقيم .. ونرى غلاء الاسعار وقلة البركة في المال والحلال ..
لنقارن الزمن الماضي بحاضرنا وبعد ان كثرت الذنوب والمعاصي والفتن ..
قد يقول قائل كانت هناك ذنوب وكانت هناك معاصي ولم يشتكوا الفقر وقلة الذرية وقلة الأمطار أقول والله أعلم أن السبب هو أنهم لم يروا هذه المنكرات فسكتوا كما سكتنا .. ولم يرضوا بالفتن في بيوتهم كما رضيناها لانفسنا و لاهلنا وذرياتنا كمشاهدة الحرام والاستماع له عبر القنوات التخريبيه لا كثرها الله ..
ولم تكثر المعاصي والناس في غفله وفي لهو وفي نسيان للموت كما في زمننا هذا ..
لماذا نشتكي ونتذمر ونحن سبب ما فيه ..!!
الله غني عنا .. ونحن الفقراء إليه .. هل نريد الدنيا والآخره ..؟؟ بدون عمل وصبر .. هل نريد الخير كله والسعادة بلا حدود ونحن نتكبر ونتجبر ونجاهر بالمعاصي ..؟؟
لن ينقص في ملك العزيز الجبار شيء حينما يرزق المحروم بالذرية والمال ويرسل السحاب الثقال ..
ولكنه يفرح بعودة عبده إليه وتوبته واستغفاره ودعاءه ..!! فيحرمه ليعطيه .. ويشقيه ليسعده ..
فلنعقد العزم على تغيير مانحن فيه وماحولنا بحول الله وقوته .. ونستغفر الله ليس باللسان فقط بل بالقلب والعمل بالجوارح .. لنرى الخير قد أحاط بنا والبركة فيما حولنا ..
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم