هذة قصة واقعية حدثت مع مغسل الأموات الشيخ عباس بتاوي ، يروي فيها قصة صديقين تجلت فيها كل معاني الصداقة والأخوة في الله فإليكم القصة كما يرويها الشيخ ..
حصلت هذه القصة لشاب في الثلاثينات من العمر أحضروه إلى المغسلة وكان برفقته بعض معارفه وإخوانه فوجدت من أحد الأخوة يقوم بإخراج جميع من كانوا موجودين في المغسلة ، من ضمن اللي أخرجهم والد الميت فافتكرت أنه هو الولي أو الأخ الأكبر لهذا المتوفى فعندما بدأت في تجريد ملابسه ، فوجدت الأخ هذا يبكي بحرقه شديدة ، يبكي بصوت ، فاستغربت لذلك فحاولت أن أركز في عملي إنما شدة بكاء الشاب هذا دعاني إلى سؤاله فقلت له : الله يجزيك خير أدعوا لأخوك بالرحمة والشفقة فهو الآن في موضع الرحمة والشفقة ، فقال لي وهو يبكي : انه ليس أخي ، فاستغربت كيف ليس أخوه ويقوم بإخراج والده وإخوانه من مكان الغُسل ويبقى هو لوحده ، حاولت أني استدرجه في الكلام عشان اخفف من بكاءه فقلي يا شيخ : هذا أكثر من أخي وأبي فقلت له : كيف الله يجزاك خير ، قلي يا شيخ : درسنا الابتدائية سوا ، ودرسنا المتوسطة سوا ، ودرسنا الثانوية سوا ، وأتخرجنا سوا ، وعُينا ( الاثنين ) تعينوا سوا ، في دائرة حكومية سوا ، وتزوجوا أختين سوا ، وربنا رزق كل واحد ولد وبنت ، وساكنين في عمارة سوا ، كل واحد أخذ شقة قبال الثاني ، كل يوم يروحوا العمل بسيارة واليوم الثاني يروحوا بسيارة الأخ الثاني ، إذا أفطر مع صديقه هذا فالعشاء في البيت الثاني والغداء في بيت صديقه الآخر...
فبيقولي : أسألك بالله يا شيخ هل مر لك أخوان شققاء بالطريقة هاذي ، فقلت : لا والله ..
وأنا أسألكم بالله هل مر عليكم مثل هذه ( الكلام للشيخ ) ..
فقلت له : أدعي له الله يتغمده برحمته ، وقمنا بالصلاة عليه ودفنه بعد صلاة الظهر ..
العبرة ليست هنا يا أخوان ..
العبرة أنه في المقبرة يوجد في الصف الواحد بما يساوي ثلاثين قبر ومن النادر جداً إذا صليت على جنازة في الصبح في المقبرة كمثال رقم 17 وحضرت لصلاة العشاء تجد أن القبر وصل لـ 22 أو 23 فمن النادر جداً أنو ما ندفن في هاذي المقبرة في أوقات الصلاة ...
الحكمة هنــــــــــا يا أخوان ...
ثاني يوم العصر جابوا لي صاحبه ميت
ثاني يوم جابوا لي صاحبه الذي كان يغسل صديقه ويناولني المقص والشاش أحضروه لي ميت ، فعندما كشفت عن وجهه تذكرته فقلت لوالده : أن هذا الوجه ليس بغريب عليّ فقلي كيف يا شيخ : هذا أمس كان معاك يغسل صديقه فقلت له ما سبب الوفاة : قال : أرادت زوجته أن توقظه لطعام الغداء فقالها سيبيني أنام شويه حتى صلاة العصر وأقوم بتجهيز العزاء لصاحبه لليوم الثاني ، فعندما جاءت لتوقظه للصلاة وجدته ميتاً أحضروه وقمت بتغسيله ودموعي على صدري ، لم أكن أتصور وأتخيل هذا الرجل كان بالأمس يقف معي يساعدني في غسل زميله والآن نقوم بغسله ...
والعبرة في أكثر من ذلك يا أخوان ...
سبحان الله أنني قمت بدفنه في القبر المجاور لصديقه ما ليس بينه
وبين صديقه غير الحاجز الجدار وهذه نادراً ما تحدث ...
سبحان الله كانوا في الدنيا سوا ، وفي الآخرة سوا ...
أسال الله لي ولكم الثبات في الدنيا والآخرة ...
وأسال الله للأخوين هذين والصديقين أن يتغمدهم الله برحمته ...
سمعت هذهـ القصة بشريط / وقفات مع مغسل الأموات - الجزء الأول ,,
للشيخ / عباس بتاوي ,,
ووضعتها هنا للعظـــــــــــــــة والعبـــــــــــــرة
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم حُسن الخاتمة
وأن يختم لنا ولكم بالشهادة
اللهم آميــــــــــــن آميــــــــــــــن يارب العالميـــــــن ,,
ملاحـظـــــــــــة //
أنصحكم بسماع شريط / وقفات مع مغسل الأموات
الجزء الأول والثاني , للشيخ / عباس بتاوي ..
ودمتم بحفظ الكريم ..